Wednesday, May 7, 2008

كلمات من بعيد ..




فى ذات يوم من الأيام كنت أقف بسيارتى من المكان المخصص لركن السيارات بإحدى المستشفيات ، كنت أنتظر أبى يقوم ببعض الفحوصات وكان الانتظار ممل للغاية كعادته وانا فى الأصل لا أطيق الانتظار قمت بقرأة بعض من القرآن تارة وتارة أخرى قمت باللعب بتليفونى المحمول وعندما اصابنى الملل جلست أنظر للمارة وافحص وجوههم وهى شئ احيانا اجد فيها ما يثير اهتمامى بقراءة تفاصيل الوجه
المهم ليس هذا موضوعونا - وغنما فى تلك اللحظات وقفت بجوار سيارة فاخرة زهرية اللون كانت بعيدة شئ ما لم تلفت انتباهى فى أول الأمر ولكن سرعان ما أحسست بحركة غريبة - شئ ما فى تلك السيارة يجذبنى فنظرت إليها فإذا بى اجد طفل يبلغ من العمر حوالى 13 عام ولكن طفل منغول من ذوى الأحتياجات الخاصة كان يعبث بزجاج السيارة لكى يلفت انتباهى إليه ، وعندما نظرت إليه وابتسمت له فرح للغاية وكأنه قد نال ما كان يرنو إليه من اهتمام - فى الكرسى الامامى على ما أعتقد الوالد ممسكا بيديه إحدى الجرائد يقرأ فيها لكى يكسر هوالأخر مرارة الانتظار - فى تلك اللحظات كنت أنظر إلى الولد على استحياء خجلا من والد ان يلتفت ويسبب ذلك إحراج لى ولكن كلما غيرت نظرى ووجهى عنه لمكان أخر وأعود إليه أراه يشتكى لى بعيناه أنى قد حولت نظرى عنه وعندما كنا نتحاور سوياً أنا والصبى بالعيون وبعض إيمائات الوجه جاءت سيارة أخرى لتقف بينى وبين السيارة التى يستقلها الصبى فحجبتنى عن روئيته وحجبته هو الأخر عن رؤيتى وعندما تم انقضاء ما كان ينتظرونه فأدار والد الطالب محرك السيارة ورجع بها للخلف لكى يأخذ طريقه فى الخروج - حينها وجت الصبى يلتفت إلى ويبحث عنى ويشير بيده وبعينيه ليسلم على ويرسل لى قبولاته الحانية لى فى الهواء ونظر لى من زجاج سيارته الخلفى واخذ يلوح لى بيده حتى تلاشت ملامح السيارة وعندها وجت قلبى يخفق منماذا لا أعرف هل فرح لارتباط هبى امى لانى اشعرته بالسعادة لوقت ما انا لا أعرف ؟؟

8 comments:

Anonymous said...

صبح الخير فيفي
احيكي على البوست الجميل دا وصدقيقني انا حسيت بكل صورة انت رسمتيها بكلماتك البسيطة ولاني عارف كويس ايه هي لغة العيون وازاي اننا ممكن نتواصل بهذة اللغة اللتى ترسل وتستقبل مشاعر واحاسيس لا يمكن لكلمات اللسان ان تفعلها وفي نفس الوقت بتجدي متعة غير عادية عندما يكون تواصلك مع طفل والاكثر من هذا انه طفل بظروف خاصة تجعلة في امس الحاجة الى كل ثانية يتمتع فيها بوجود علاقة ود وحنين لوقت اقصر من القصير في حياة يكثر فيها الهموم وانشغال كل انسان بمسؤولياته.على اي حال حبيت امر بسرعة واقول صباح الخير يا جميل ومستني البوست القادم واللى متوقع انه هيكون افضل من رائع.
تحياتي
ميدو

إيمان said...

الاهتمام...شىء قليل جدا أن يجده من فى مثل ظروفه فأحسن اللفتات من الناس هى نظرات ولفتات التحسر على حاله وهو ما لا يريده ...هى يريد أن يحب ويتحب من الناس...ويحس إنه هو موجود حتى لو مش قادر يتواصل بنفس طريقتهم
فى طرق تانية بس للى يقدر
وفى الأخر نشكر الانتظار اللى منح هذا الولد هذه السعادة ومنحنا هذا البوست ويسلم إحساسك

تحياتى ومحبتى

وائل فتحي said...

ساعت القدر بيحطنا فى اماكن
و اوقات يمكن تأثيرها بيبقى
كبير علينا قد ما بيبقى تأثير مهم جدا فى نفوس ناس تانية منعرفهمش
اكيد كانوا محتاجين حد فى الوقت ده والمكان ده تحديدا
وهنا يأتى دور يد القدر لتصنع بهندسية لانعلمها بسمة على وجوه الاخرين
وتساؤلا على وجوهنا
والبوست حلو

بس

عندما انتهيت من صنع سفينتى..جف البحر said...

صديق دربى
عماد ازيك نورت المدونة بجد وانت لخصت الموضوع كله فى قضية التواصل الى الكتير مننا بيفتقده وهو بيكون كامل الحواس المادية سمع نظر لمس ولكن الأهم منالمادة هى الروح وهو ما يتمتع به تلك هذا النوع منا الأطفال لان من طبيعتهم انهم يحبون لفت الأنظار وإشعار من حولهم بأهميتهم وقدراتهم الخاصة ولذلك نجد انهم بالفعل اصحاب بطولات وفى أكثر من لعبة فى نفس الوقت وتلك فى حد ذاتها نجاح خارج ان تجد رياضى متميز بل نابغ فى أكثر من النوع من الرياضة معلى سبيل المثال
واريد فقط ان اقول ان من استفدت من تلك التجرة ولا تذهب من خيالى ابدا لأننى شعرت باننى استزدت طاقة وملئت شحونة عجيبة بسببه وفكرت فعليا إذا كان المتعافة يبحث عن من يهتم به فما باللنا بهذا الذى يستجدى مننا انا نراه
أنى احبب فيه اصراره على لفت انتباهى وتشجيعى لكى انظر إليه
سعدت بمرورك وفى انتظارك مرة اخرى ولن انسى ما طلبته منى ولكن هذا الموضوع يحتاج شحنة نفسية قوية لكى يظهر كما يليق له

عندما انتهيت من صنع سفينتى..جف البحر said...

يا شخابيطك يا جميل
والله يا ايمان محروم بالفعل من تتاح له تلك الفرصة ولا يغتنمها
انى لومت نفسى فى ذلك اليوم اننى استحيت من اباه ان ينظر إلى وان اتحدث معه بالغة العيون
لومت نفسى بأننى لم اجيد استثمار تلك الدقائق المعدودة التى لم تكتمل بوقوف سيارة أخرى وفكرت لماذا ارسل القدر تلك السيارة لتحول بينى وبينه ونحن فى قمة حديثنا ؟ ولم اجد إجابة شكرا لك مرورك وسامحنى لتقصيرى وشجعنى لادون ما يدور بعقلى

عندما انتهيت من صنع سفينتى..جف البحر said...

استاذ وائل
انا لما بلائى حد جديد معلق عندى بفرح احيانا وبفتكر نفسى قال يعنى مشهورة وكدا وانا اعلم تمام انى لا اتعدى سطر واحد فى عالم المدونين والذى من يتميز فيه هو من يجيد فن المتابعة لكى يستطيع الانتشار وانا بليدة جدا فى تلك المهارة
اشكر لك سيدى مرورك واتمنى ان اكون قد اضفت لك ولو معنى بسيط
وارجو ايضا منك ان تمر على باقى المدونة وتترك لى تعليق ولا تبخل على بالنقض للاستفادة
ولك منى كل الشكر والامتنان

Anonymous said...

انها الرحمة قد تكون بلمسة يد او تكون بنظرة عين او تكون بإيماءة او تكون بكلمة الرحمة التى انزل الله منها جزء واحد يتراحم بها البشر وترك عنده تسع وتسعون جزء ليس عندى تعليق فما رسمتيه من صورة للرحمة متمثله فى طفل ذو احتياجات خاصه هى لوحة ابدعها فنان بريشة من دماء القلب
تقبلى منى خالص الاحترام
a_zaitoun
حماده الجاااااااااااامد

مجلة الأم الصغيرة said...

أجمل احساس في الدنيا أن ترسم الابتسامة على وجه طفل
و أن تدخل السرور على قلب الآخرين

لقطة رائعة

تحياتي لك